آخر تحديث :Thu-25 Apr 2024-10:01PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

البطاني صاحب الموقف الثابت

2015-09-23

موقع جامعة عدن الإلكتروني



ودعت اليمن احد أبرز شخصياتها السياسة الشجاعة يوم الجمعة بتاريخ 18/9/2015م في مدينة عدن.

صعد نجم المقاتل الثوري السياسي / محمد عبدالله البطاني في مطلع الستينات من القرن العشرين في منطقته (دثينة) مودية ، مركز إحدى أهم الحركات السياسية الثورية في اليمن الجنوبية ،

وكان مع ثلة من رفاقه قد تأطروا ضمن خلايا (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل) و كلفَّ مع العديد من رفاقه للانتقال بنشاطهم الثوري الفدائي إلى مدينة عدن وهنا واصل العمل الفدائي بعدن إلى يوم الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م. 

 

وكما ورد في " موسوعة أعلام يمنيه " لمؤلفه وجامعة أ. د. عبدالولي الشميري ، أشارت الموسوعة إلى إنه بدأ حياته المهنية معلماً في قرية (أُرومه) مديرية دثينة ومدير الأمن في إحدى مديريات المحافظة الثالثة (أبين) ، ومديراً عاماً للأمن بالمحافظة ، ووكيلاً لوزارة الداخلية ، وسفيراً لليمن الديمقراطية في  " أديس أبابا " جمهورية أثيوبيا وعين وزيراً للداخلية في حكومة دولة الرئيس / علي ناصر محمد ــ متعه الله بالصحة وطول العمر ــ وانتخب  الفقيد اللواء/ محمد البطاني في المؤتمر العام الثالث للحزب الاشتراكي اليمني عضواً في لجنته المركزية واستمر إلى صبيحة اليوم المشؤوم في 13 يناير 1986م ، ومن هذه اللحظة  التاريخية حدث التحول الكبير في مسيرته اللاحقة التي زخرت بالأعمال والأنشطة الوطنية الكبيرة .

 

حدثني  الفقيد / البطاني  ذات مره وقال : بعد حدوث الكارثة المروعة في  " 13/يناير 1986م " وما صحبه من نزوح  كبير لعشرات الآلاف من الجنوبيين مع أُسرهم  باتجاه ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية إلى مدن الشمال ، تعز ، البيضاء ، مأرب ، الحديدة وصنعاء الجميلة، شعرنا بالأمان والاطمئنان وأستطاع الشطر الشمالي من الوطن أن يؤمن لنا (كجنوبيين)  المأوى والعمل والحياة الشريفة الكريمة مع احتضان اجتماعي وإنساني دافئ ، ويواصل القول التقينا ولأول مرة  برفاقنا السابقين الهاربين إلى صنعاء جراء صراعاتنا (النزقة المتطرفة) ،  وتعانقنا وتصالحنا معهم وأحسسنا أن الحياة لا تساوي كل هذه المناكفات والصراعات والاقتتال الدائم، أوردت هذه الذكرى لرجلٍ قل نظيره في الوفاء والتقدير لرفاقه السابقين والحاليين .

 

كما أسلفت لم يتوقف الفقيد في نشاطه السياسي  والحزبي والقيادي الإداري، إذ أنضم إلى صفوف حزب المؤتمر الشعبي العام كعضو فاعل  في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وظل فيه إلى يوم وفاته ، كما تقلد منصبي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة التعليم الفني والمهني على التوالي وترك الرجل بصماتٍ ايجابيةٍ كبيره واضحة  يفهمها ويقدرها  كل من عمل تحت إدارته في الوزارتين الهامتين وأختتم حياته العطرة عضو لمجلس الشورى .

 

الفقيد / البطاني أحد الرموز الوطنية اليمنية الكبيرة التي غادرتنا ونحن بأمس الحاجة إلى آرائه ومواقفه واستشاراته وعلى الأحياء منا تخليد ذكراه بأية صورة مناسبة لأنه إنسان مهم سار وعبر الحياة وترك لنا سيرة عطره ،

ودعوني أقرأ مع المهتمين  شيء من سيرته:

كانت شخصية / البطاني مثيرة للاهتمام والجدل الإيجابي واتصف بالعديد من الصفات التي عرفتها شخصيا من مزاملتي له أثناء فترة عمله في مجلس الوزراء وعدد من المجالس التنفيذية التي عملنا فيها معاً و بشكل مشترك وأبرزها إنه  : —  

◄ يمتاز بسرعة البداهة في تناول الآراء . 

◄ يمتاز بالمرح  ، و صاحب نكتة سياسية مُعبرة  .

◄ رجل شجاع و يمتاز بثبات  الرأي والموقف .

◄ أهتم بشريحة المبدعين من الرياضيين و المغنيين و المُغنيات وداعم قوي للمجال الإبداعي بشكل عام.

◄ صاحب خبرة إدارية و أمنية  تراكمية، أتمنى أنه وثقها كي تصبح وثيقة للأجيال في مسيرته  السياسية والكفاحية الطويلة لم يتخلى عن رفاقه ولا عن زملائه  ولا أصدقائه حتى في أحلك الظروف وأصعب المواقف  كان ثابتاً وشامخاً.


نسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد / محمد عبدالله البطاني بواسع رحمته وفسيح جناته وان يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأنا لله وأنا إليه راجعون،،،


والله من وراء القصد



أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور.  

رئيس جامعة عدن – محافظ محافظة عدن الأسبق 

عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام

       بتاريخ – 22/9/2015 م