أنور محمد ناصر الهـندي

ملخصالدراسة

إنالدراسات والبحوث الحديثة التي اهتمت بتاريخ اليمن الإسلامي حتى اللحظة ما زالتمتواضعة أمام عظمة الموروث الثقافي والحضاري الضخم، ولا شك أن تاريخ اليمن فيالعصر الإسلامي الوسيط قد حظي في الآونة الأخيرة باهتمام كبير من قبل باحثين عربوأجانب ، سواء كان ذلك على شكل رسائل أكاديمية علمية أو أبحاث في مجلات دورية ،ومع ذلك فإن التاريخ المذكور لا يزال يكتنفه الغموض والنقص في بعض جوانبه، وخصوصاًفي فترة الوجود الأيوبي في اليمن الذي استمر من سنة 569 إلى سنة 626هـ ، أي مايقارب  58 سنة ، الأمر الذي شدني إلى خوضغمار البحث في أحد مواضيعه المهمة ، ومن هنا كان التركيز في هذا البحث على المواردالمالية للدولة الأيوبية في اليمن ونفقاتها، وعلى الرغم من أن هذه الفترة الزمنيةلقيت اهتمام بعض الباحثين والدارسين في الآونة الأخيرة في الجوانب السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية إلا أن الموارد المالية للدولة الأيوبية في اليمنونفقاتها لم تنل حظاً كافياً من الدراسة بعمق وتفصيل سوى بعض الدراسات المتفرقة ،لذلك فنحن معنيٌون بدراستها وإبرا زها على ضوء ما توافرت لدينا من معلومات زودتنابها المصادر التي كتبت عن تلك الفـترة رغم قلتها ، فضلاً عن المراجع التي تناولتهذا الجانب في الفترة المذكورة ، وذلك لسد النقص الذي تعانيه المكتبة اليمنية خاصةوالمكتبة العربية الإسلامية عامة، وكذلك لاستكمال ربط الحلقات المفقودة في التاريخاليمني ، والتي هي في حاجة إلى جهود الباحثين والدارسين والمتخصصين لإبرازها .

وقد احتوت الدراسة فيمجملها على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة :

وتناولنا في التـمهيدالأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن قبل الفتح الأيوبي ، واستعرضنا الكياناتالسياسية والقبلية والمذهبية التي وجدت في اليمن ما بين دول وإمارات صغيرة يغلببينها التنافر والتناحر، ثم تم تقديم  نبذةمختصرة عن أشهر الدول خلال تلك الفترة وهي : دولة بني زريع ، ودولة بني حاتم ،ودولة بني مهدي ، كما تم استعراض الأوضاع الاقتصادية في اليمن في تلك الفترةوتدهـورها بسبب الإنقسامات السياسية والإضطرابات الداخلية .

          الفصل الأول : تضمن المصادرالأساسية للموارد المالية ، ويعتبر هذا الفصل من أطول الفصول في هذا البحث لكونهيشمل على معلومات واسعة ومتفرعة تتطلب من الباحث أن يتطرق إليها حتى تكون الدراسةشاملة لجميع جوانبها وتـظهر بصورة واضحة وجلية ، لذلك قُسم هذا الفصل إلى أربعةمباحث أساسية : تناول المبحث الأول الزراعة والثروة الحيوانية ، وضم أهم العواملالمؤثرة في النشاط الزراعي من اختلاف التضاريس والمناخ ، ووفرة المياه ، واهتمامحكام اليمن والفلاحين بالزراعة، وناقش أهم المحاصيل الزراعية التي اشتهرت بلاد اليمنبإنتاجها في هذه الفترة ، كما تطرق هذا المبحث إلى الثروة الحيوانية وخاصةالحيوانات التي اعتمد عليها الإنسان في اليمن لأغراض متنوعة .

        أما المبحث الثاني فقد تناول الصناعاتوالحرف في بلاد اليمن في العصر الأيوبي وكذلك أهم المعادن في اليمن ، كمعدن الذهب والفضة ، والأحجار الكريمة، ومعدنالحديد ، ثم عرّج على أهم الصناعات اليمنية خلال هذه الفترة ، كالصناعات القائمةعلى المعادن ، والصناعات الفخارية والزجاجية، والصناعات الجلدية ، والصناعاتالنسيجية ، وصناعة الطيب والعطور ، وصناعة الأصباغ ، وصناعة الأخشاب ، وصناعةالزيوت والنبيذ ، وصناعة الألبان ومشتقاتها ، وتطرق المبحث الثالث لدراسة التجارةفي بلاد اليمن وتم تقسيمه إلى التجارة الداخلية ، والتجارة الخارجية والمعاملاتالتجارية.

       فأما التجارة الداخلية فقد تناولنا فيهاالتبادل التجاري بين المدن والقرى اليمنية ، وأشهر الأسواق التجارية في فترةالدراسة ، وأنواع السلع والبضائع الموجودة فيها ، فضلاً عن الحسبة والمحتسب فيالأسواق اليمنية في عصر الدولة الأيوبية ؛ أما التجارة الخارجية فقد تناولت عنايةالملوك والأمراء بالتجارة ، وعرض الطرق التجارية البرية والبحرية ، وأهم المدناليمنية منها عدن ، وصنعاء ، وزبيد ، وصعدة ، كذلك البضائع التجارية سـواء في مجالالصادرات أم الواردات للسلع والبضائع من وإلى اليمن، وتضمن هذا المبحث أيضاًالمعاملات التجارية لاسيما التعامل النقدي في اليمن في العصر الأيوبي وكذاالمكاييل والموازين والمقاييس وأنواعها . 

كما ناقش المبحث الرابعالإقطاعات الأيوبية في اليمن ، فاستعرض مفهوم الإقطاع وتعريفه وأقسامه وأعطى صورةواضحة عن تطور الإقطاع في عصر الدولة الأيوبية في اليمن من خلال التوزيعاتالإقطاعية التي أستحدثت من قبل ملوك بني أيوب أو من ينوب عنهم ، ومعرفة الإلتزاماتالإقطاعية التي فرضتها الدولة على المقطع.

الفصل الثاني : خصص للموارد المالية ، وقدتم تقسيمه إلى مبحثين أساسيين : الأول للموارد المالية الثابتة وشملت الزكاة منحيث تعريفها وأنواعها ، والخراج تعريفه وكذلك تقسيم الأراضي إلى عشرية أو خراجيةأو أرض صلح ، فضلاً عن طرق جباية أموال الخراج، والجزية تعريفها ومقدارها ؛والمبحث الثاني للموارد غير الثابتة وشمل الرسوم والضرائب والمكوس ومنها عشور التجارة ، وضريبة الشواني، وضريبتا دارالوكالة ودار الزكاة ، وضريبة الدلالة ، وضريبة الضمان ، والمصادرات ، كما تناولمصادرة أموال الأمراء المقطعين ومصادرة أموال الأفراد، وناقش أيضاً المصالحاتومنها المصالحة مع آل حاتم، والمصالحة مع الزيدية، والمصالحة مع الزعامات القبلية ، وتضمن هذا المبحث الغنائمتعريفها وتقسيمها، كما ذكر الغنائم التي حصل عليها الأيوبيون من بني مهدي ، ومنبني زريع ، ومن الأئمة الزيدية ، علاوة على المعونات بأنواعها الخارجية والداخلية، والعقوبات المالية ، والمواريث الحشرية.

الفصل الثالث: خصص للنفقات المالية وتضمنهذا الفصل سبعة مباحث : المبحث الأول تناول المنشآت التي نالت إهتمام ملوك بني أيوبوأمرائهم من خلال تصنيفها إلى منشآت دينية ، ومدنية ، وتجارية ، وعسكرية ؛ والمبحثالثاني تطرق إلى رواتب موظفي الدولة الأيوبية ؛ أما المبحث الثالث فتناول النفقاتالحربية سواء تجهيز الحملات العسكرية ، أم الأمـوال المخصصة للصلح ؛ وتضمن المبحثالرابع الإحتفالات والأعياد والمواسم ، وتم تقسيمها إلى احتفالات دينية واحتفالاترسمية ؛ واستعرض المبحث الخامس عناية ملوك بني أيوب وأمرائهم بالأوقاف والصدقات ؛أما المبحث السادس فناقش الهدايا والهبات والخلع والأعطيات التي منحت لأفراد البيتالأيوبي ، أو للأمراء والقادة العسكريين ، أو للفقهاء والأدباء والشعراء ، أوللرسل والقبائل الموالية للدولة الأيوبية ؛ وتطرق المبحث السابع  لوسائل الترفيه والتسلية التي شغف بها بنو أيوبوأمراؤهم كإقامة المتنزهات والمجالس، والألعاب الرياضية ، وتنتهي الرسالة بخاتمةتحوي أهم النتائج والإستنتاجات التي تم التوصل إليها .

فهرس المحتويات

Abstract

القاموس

TheFinancial Resources of the Ayyubid state in Yemen and its expenditure(569-626).

Thisstudy has clarified that the financial resources obtained by the Ayyubid statewere through basic sources like agriculture, industry and commerce throughimposing fees, taxes, tolls and duties on formers and agrarians in addition tocraft industrial owners, the commercial people and market and shop owners est.…,byfeudal everyone in his own feudality and divan workers.

          Although the constant revenues likealms and tribute had limited expending aspects, they were in sufficient tocover the various state expenditures. Therefore , the state was compelled tolay rules and systems through which the state imposed fees and taxes on somekinds of commerce and some agricultural lands that formed great tributary tothe state's treasury , consequently made it satisfy the different needs andexpenditures like buildings  andgovernment buildings , spending the soldiers salaries, employees, salaries.

TheAyyubid kings and princes were interested in military expenditures like buyingweapons, building forts and providing the manners to princes, military vessels.Moreover , the Ayyubids used the craving styles and manners to princes,military leaders and tribes loyal to them through granting them gifts andfeudalities in addition to spending money in setting parties , ceremonialseither formal or religions ceremony.

Moreover,the Ayyubid kings and princes were spending money on hunting trips, horse racesfor the sake of entertainment and luxury.