آخر تحديث :Tue-16 Apr 2024-10:12PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

جامعة عدن تشارك في المؤتمر الدولي الأول : مركزية القرآن الكريم في نظرية المنهاج النبوي عند الأستاذ عبدالسلام ياسين المنعقد باسطنبول

2012-11-28

 تشارك جامعة عدن في المؤتمر الدولي الأول : مركزية القرآن الكريم في نظرية المنهاج النبوي عند  الأستاذ عبدالسلام ياسين الذي سيعقد في العاصمة التركية باسطنبول خلال الفترة  17-18 محرم 1434هـ/ 1-2 ديسمبر 2012م) ببحث للدكتور/ علي محمد فريد مفتاح أستاذ التاريخ و الحضارة الإسلامية المساعد جامعة عدن بعنوان "قضية تحرير المرأة في نظرية المنهاج النبوي للأستاذ عبدالسلام ياسين" 

   ( مخلص البحث)

  الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد: 
   فإن الحرية كلمة عذبة تتوق إليها النفوس البشرية، وقيمة سامية تؤكد إنسانية الإنسان، لذلك فلا غرو أن يسعى إليها كل الأفراد ، ويبذلوا في سبيلها الغالي والنفيس، ويؤيدوا كل من يحمل لواءها ويذود عنها.
  وقد جاء الإسلام حامياً لقيم الحرية ومدافعاً عنها، فحرر المرأة من الذل والخزي والهوان الذي كانت تعيشه في أيام الجاهلية، واخذ بها إلى حمى العزة والكرامة والشرف، سواء كانت هذه المرأة أمّاً أو أختاً أو ابنة أو زوجة.
  وعلى الرغم مما حققه الإسلام للمرأة  المسلمة من حرية وكرامة وعزة،  نجد من يدعو إلى تحريرها، ويزعم – كذبا وبهتانا- أن الإسلام يقيد حركتها ويجعلها حبيسة بيتها وأسيرته، وهيكلا متحركاً خلف أسوار حجابها،  فدعوا إلى نبذ الحجاب الشرعي الساتر لها والحافظ لعفتها وكرامتها ، والى الاختلاط بالرجال اختلاطا فاحشا دون ضابط من خلق أو دين، وهذا الذي أدى إلى ضعف الحياء وفقدان العفة والسقوط في مهاوي الرذيلة ، مما سبب الأضرار بالبيت والأسرة والمجتمع.
  فلما بلغ الإفساد التغريبي أشده، برزت طائفة من الدعاة المغالين تناهض باسم الدين ما تسميه تبرج المرأة، مالت على تبرج المرأة وميوعتها تشديداً م، مستندة في ذلك على أضيق التأويلات الفقهية وأعسر المذاهب في حق المرأة حتى لم يبق للمؤمنات متنفس بين ميوعة أولئك وتشديد هؤلاء.
  ومع ذلك فقد قام في وجه الدعوة للتغريب،  والتمييع، وتحرير المرأة ، علماء فضلاء، وفقهاء متنورين، بذلوا جهوداً جبارة في الدفاع عن حرية المرأة  المسلمة بما يكفل عفتها وكرامتها، وبما يتيح تنمية كفاءتها ومواهبها الفطرية ، ويبرز مكانتها في المجتمع، مستندين في دفاعهم عن حرية المرأة على نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
  ومن أبرز هؤلاء العلماء الأجلاء الأستاذ عبدالسلام ياسين صاحب نظرية ( المنهاج النبوي) التي تعد من المشاريع الفكرية والدعوية المؤثرة في الفكر الإسلامي المعاصر، والتي اعتمدها رؤية كلية متكاملة في قراءة ومعالجة واقع الأمة الإسلامية وتاريخها ومستقبلها.
 
  يهدف هذا البحث إلى توضيح رؤية الأستاذ عبدالسلام ياسين وموقفه من قضية تحرير المرأة المسلمة  في ضؤ نظرية ( المنهاج النبوي ) المرتكزة على القران الكريم الذي تبوأ المنزلة العليا في صياغة هذه النظرية.
  تم بعون الله  تقسيم هذا البحث إلى محورين أساسيين :
 المحور الأول : منهج الأستاذ عبدالسلام ياسين في تناول قضايا المرأة المسلمة.
 المحور الثاني : قضية تحرير المرأة في فكر الأستاذ عبدالسلام ياسين وكتاباته.
  اعتمدت في إعداد هذا البحث على النصوص الواردة في كتابات الأستاذ عبدالسلام ياسين المتعلقة بحقوق المرأة المسلمة وحريتها، مستخدماً في ذلك المنهج التاريخي في جمع المادة العلمية وعرضها وتحليلها وترتيبها.
  وقد كان منهج الأستاذ عبدالسلام ياسين في هذا الإطار قائماً على أسس ثلاثة: الأول: فتح باب الاجتهاد، والذي يرى أن إغلاقه سبب من أسباب أزمة المجتمع الإسلامي وانحطاطه، وجمود الفكر، وانصراف الكثير عن الأخذ بأحكام الشريعة، على الرغم من أن الاجتهاد مطلوب في كل عصر..
والأساس الثاني: قراءة النصوص الشرعية في ضوء المتغيرات القائمة، ومصالح الأمة، دون الخروج عن ثوابتها القطعية.
أما الأساس الثالث: فهو الاتجاه نحو الفقه الإسلامي بمذاهبه المختلفة، خروجاً من ضيق المذهب الواحد إلى سعة الشريعة.
ومن هنا سعى الأستاذ عبدالسلام ياسين إلى تصحيح وضع المرأة المسلمة، وتوضيح حقوقها في الإسلام، والدفاع عنها ضد دعاة تحريرها على النموذج الغربي الذي يهدف –كما يرى- إلى انحلالها اجتماعياً وخلقياً، وإلى سقوطها في مهاوي الرذيلة، مما سبب الأضرار بالبيت والأسرة والمجتمع.
أما ما يتعلق بقضية تحرير المرأة في نظرية المنهاج النبوي فيمكن القول إن الأستاذ عبدالسلام ياسين قد وضع آراء متقدمة، حاول من خلالها أن يقدم حلولاً لكثير من مشكلات المرأة المسلمة المعاصرة ، وأنه ناقش بموضوعية حقوقها في الإسلام، وأوضح جلياً موقفه من دعوات (تحرير المرأة) واستغلالها بحجة إن الإسلام قيد حرية المرأة المسلمة، ومن بين أهم القضايا المتعلقة بالمرأة وحريتها التي ناقشها الأستاذ عبدالسلام ياسين في نظرية المنهاج النبوي القضايا الآتية :
 (1) قضية الحجاب والسفور.
(2) المساواة بين الرجل والمرأة.
(3) القوامة.
(4) الدعوة إلى الاختلاط بين الرجال والنساء.
(5) تعدد الزوجات.
(6) تقييد الطلاق وحقوق المرأة المطلقة.
(7) شهادة المرأة.
(8) حقوق المرأة المالية.
(9) حق المرأة في التعليم.
(10) حق المرأة في العمل.   
  خلص الأستاذ عبدالسلام ياسين عند مناقشته لقضية تحرير المرأة المسلمة المعاصرة الى مجموعة من الحقائق المهمة منها:
إن معاناة المرأة المسلمة اليوم  أصبحت مضاعفة، فهي تعيش ممزقة بين الواقع التعيس الذي فرضه عليها الظلم الذكوري المحلي ، وبين النموذج الغربي الدوابي المغري بحريته الظاهرية،  وهي في كلا الحالتين لا تعلم شيء عن الحقوق التي يمنحها لها الإسلام الأصيل.
إن للمسلمة حقوقاً سلبتها إياها التقاليد الرجعية الجاهلية، يجب إعادتها إليها كاملة غير منقوصة كما حددها شرع الله، من ذلك: حقها في أن تعيش كائناً آدمياً يحظى بالتكريم اللائق به ، وأن تحرر من العجز والتبعية الاقتصادية، فلها حق النفقة  زوجةً، وأمّاً، ولها حق المتاع مطلقة، وأجرة كريمة عاملة، وان تُهيّأ لها ظروف الاستقرار في بيتها؛ لأن عليه يتوقف استقرار المجتمع والدولة.
 كما أنها حرة في اختيار زوجها ، وإلزام خاطبها بشروط تضعها هي – بما في ذلك عدم التزوج بأخرى، وطلب الطلاق ، وتحمل عدة مسؤوليات اجتماعية  ومهنية، وكذا التصرف باستقلالية تامة في مالها، والمشاركة الفاعلة في الأعمال الخيرية الجماعية ، بعد القيام بالواجبات الشخصية؛ لأنها في نظر الشرع ليست كما تدّعي الكنيسة  ذلك الكائن الخالي من الروح والمسؤول عن الخطيئة الأصلية، حليف الشيطان ضد الإنسان.
أما حقها في التعليم فلا يخضع لأية قيود، مثله في ذلك مثل واجب مشاركتها في الجهود التي يبذلها المجتمع لتحريرها وتحرير الأمة الإسلامية من العوائق العرفية والانحطاط الخلقي، وما نقص أو زاد من أحكام خصت الرجل أو استثنت المرأة  فإنما هو توزيع عمل وتخصص، ليس ذلك مهانة على الإسلام ولا إهانة منه. وهكذا تتعدد الحقوق التي يمنحها الشرع للمرأة  المسلمة ، وما عليها إذن إلا أن تتعرف على حقوقها
وأن تطالب بعد ذلك بالتمتع بها، بعيداً عن الدعوات العلمانية الدوابية  المشبوهة  التي تهدف أصلاً إلى انحراف المرأة وانحلاها ومن ثم سقوطها في مستنقع الرذيلة.