حظيت عمليات إصلاح التعليم الجامعي والتقني باهتمام كبير في معظم دول العالم وحظيت إدارة الجودة الشاملة أيضاً بجانب كبير من هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل المفكرين يطلقون على هذا العصر عصر الجودة باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الجديدة الذي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية والمحلية، ومحاولة التكيف معها فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الجودة الشاملة والإصلاح التعليمي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، بحيث يمكن القول إن الاهتمام بإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية لا يعني أن نخطط لجعل المؤسسات التعليمية وخصوصا الجامعات منظمات تجارية أو صناعية تسعى إلى مضاعفة أرباحها عن طريق تحسين منتجاتها العلمية ولكن ينبغي الاستفادة من مدخل إدارة الجودة الشاملة في التعليم هو تطوير أساليب الإدارة التعليمية تحقيقاً لجودة المنتج التعليمي، وسعيا إلى مضاعفة استفادة المجتمع المحلي  بكل مؤسساته، وجماعاته وأفراده في مجال التعليم،من الجهود التعليمية كافة ويحتاج المجتمع إلى أن يطلق شرارة المنافسة بين المؤسسات التعليمية  من أجل تحقيق أفضل نتاج علمي يرضي الجهود التعليمية المختلفة، لذا أصبح موضوع إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية القضية الأولى في حقل الإدارة ،وبات يشكل قضية محورية متصلة وملحة لجميع المؤسسات التعليمية، ومستمرة باستمرارها ونموها بما يمكن هذه المؤسسات من تنفيذ خططها ،أهدافها ورسالتها. وتمثل كلَ المتغيرات العالمية والمحلية  عمليتي الإصلاح ومواجهة الاحتياجات المجتمعية اختبار قاسياً أمام قيادة المؤسسات التعليمية اليوم  يجابه أحداث المستقبل، وإدارة الجودة الشاملة هي الأداة الحتمية لمواكبة هذه التغيرات، ولهذا فقد كثرت المؤلفات التي تناولت موضوع إدارة الجودة الشاملة ومنها هذا الكتاب الذي حاولت جاهداً من خلاله  إلقاء الضوء على كثير من الموضوعات المرتبطة بإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية ،التي تساعد المهتمين في هذا الجانب على تعميق مفاهيمهم نحو الجودة، وقد تناول الكاتب في فصله الاول إطار مفاهيمي عام حول إدارة الجودة الشاملة :المفهوموالأهمية والنشأة والملامح والمنطلقات، وفي  الفصل الثاني تناول إسهامات روَاد إدارة الجودة الشاملة ، وتضمن الفصل الثالث موضوع علاقة إدارة الجودة الشاملة بنظم الجودة العالمية في المؤسسات التعليمية ،واشتمل الفصل الرابع على موضوع مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية، وفي الفصل الخامس تناول أسس إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية، وفي 

الفصل السادس فقد تناول مراحل إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية وتجارب تطبيقاتها وكذا مؤشرات ومعوقات تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التعليمية .