الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد خاتَم الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه الطَّيِّبين الطّاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين,,
وبعد,,
يطيب لي الترحيب بكم -أبنائي الطلاب والطالبات- في رحاب جامعة عدن، هذا الصرح الذي تأسس منذ نصف قرن، وتخرج منه الكثير من رجالات الدولة والسياسيين والدبلوماسيين, ومن ويديرون اليوم العديد من مشافي ومصالح وشركات الكثير من الدول العربية والأجنبية، كما أبارك – لكم وبكم- عودة الحياة بشكل تدريجي, واستئناف الدراسة بأمل وحذر عقب تفشي فيروس كورونا المستجد (COVID -19).
ومن الذكرى المؤلمة للجائحة وتفشي الوباء؛ نترحم على كافة الزملاء من أكاديميي الجامعة والموظفين الإداريين، وأبنائنا الطلاب الذين ماتوا متأثرين بإصابتهم بالوباء والحميات التي رافقته، ونحثكم من البداية، على الالتزام بكافة الإجراءات والتدابير الاحترازية والوقائية المعدة ضمن البروتوكولات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، واللجنة العليا للطوارئ لمجابهة جائحة فيروس كورونا. للحفاظ على صحتكم وسلامتكم وزملائكم وأهليكم.
أبنائي الطلاب وبناتي والطالبات..
بمجرد اقتنائكم هذا الدليل الذي بين أيديكم الآن، فهذا يعني أنكم أمام مرحلة جديدة في حياتكم ومسيرتكم التعليمية، في جامعة عدن، ويجب عليكم قراءة ما احتواه هذا الدليل قراءة جيدة، وبهمتكم العالية ستوقد مشاعل الحياة هذا العام في الجامعة، فالبلد اليوم يعوّل كثيراً عليكم في القضاء على آفة الجهل والتخلف.
اليوم ونحن معكم وبكم ندشن هذا العام الجامعي الجديد الذي يأتي "بالتزامن مع دخول العام الهجري الجديد" ونحن على أعتاب مرحلة تطوير وتحديث على المستوى الإداري والمعرفي، الذي أجريناه لننقل الجامعة من جو الرتابة المتعارف عليه ، إلى فضاء تكنولوجي متطور, يتواكب مع متطلبات المرحلة والتطورات الحديثة, والمتمثل في تحديث العديد من الأنظمة الإدارية والأكاديمية, داخل الجامعة, بدءا من أنظمة القبول والتسجيل الالكترونية الحديثة, والنظام الآلي للتصحيح الإلكتروني المؤتمت، وذلك لضبط عملية المفاضلة، وجودة التصحيح، وسير العملية الامتحانية بشكل منظم.
كما نحيطكم بأننا قد ألغينا العمل بالشهادات القديمة، وبدأنا بعملية صرف شهادات إلكترونية مؤمنة – كأول جامعة يمنية - والتي أصبحت اليوم تصدر باللغتين "العربية والإنجليزية" لتسهيل معاملات استخراجها للخريجين بأسرع وقت ممكن، وبكل سلاسة ويُسر.
وعملنا على نقل آلية الرصد في جامعتنا الحبيبة من عصر الورقة والقلم، الى فضاء الأنظمة التكنولوجية الحديثة، من خلال نظام السجل الإلكتروني - الذي عملنا على تطبيقه- وهو برنامج تقني، يتيح لإدارات التسجيل في عموم كليات الجامعة إدخال البيانات إلكترونياً بدلاً من الطريقة اليدوية المتبعة منذ تأسيس الجامعة .
أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات..
لقد عملنا على استحداث العديد من البرامج الدراسية، والتخصصات الجديدة، خلال السنوات الماضية، لتلبية احتياجات سوق العمل ورفده بكوادر جامعية متخرجة على قدر عال من العلم والمعرفة، كما عملنا على استحداث "برنامج السنة التحضيرية" كشرط إلزامي لخريجي الثانوية العامة للقبول في بعض كليات الجامعة، سعياً منا في جامعة عدن لردم الهوة ما بين التعليم العام والجامعي، والنهوض بالعملية التعليمية والأكاديمية، التي نسعى من خلالها إلى تنمية مهارات الطلبة على التعلم الذاتي والبحث العلمي، والمسؤولية الذاتية والعمل التعاوني.
أبنائي الطلاب وبناتي الطالبات..
لقد وجهنا كافة الهيئات والإدارات المعنية داخل الجامعة, لتهيئة الأجواء التعليمية وتطوير العمل بها عبر المنصات الالكترونية, وهذا النظام التعليمي لم يكُن وليد اللحظة على المستوى العالمي, وهو ما كنا نفتقده خلال الفترات الماضية، ونتخوف من البدء في تنفيذه, نظراً لشُح الإمكانيات وقلة الموارد، إلا أننا وبكل تأكيد وبإصرار كادر الجامعة وطواقمها التعليمية والإدارية، عملنا على أن نجعل من المحنة -إبان تفشي الوباء العالمي- منحة نستفيد منها ونفيد أنفسنا ومجتمعنا, بعلم ينتفع به, وهو مبدأ نحثكم للعمل بمقتضاه، وألا تقفوا مكتوفي الأيدي حال الأزمات التي قد تواجهكم في حياتكم الشخصية والجامعية أو في ميادين العمل.
وفي الختام، نحثكم أبنائي الطلبة على التحضير الصحيح والمذاكرة الجيدة وقراءة المنهج حتى تتمكنوا من تجاوز امتحان القبول، للالتحاق بهذا الصرح العلمي.
نسأل الله لكم النجاح و التوفيق...