آخر تحديث :Wed-21 May 2025-09:26PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

جامعة عدن تشارك في المؤتمر الدولي التاسع لتاريخ بلاد الشام

2012-03-23

موقع جامعة عدن الالكتروني

 


      

تشارك جامعة عدن في المؤتمر الدولي التاسع لتاريخ بلاد الشام  الذي يعقد في الجامعة الأردنية في العاصمة عمان والموسوم : بـ (( الزراعة في بلاد الشام منذ أواخر العهد البيزنطي حتى عام 1920م" من منظور تاريخي ))، ببحثان الأول سيتقدم به الدكتور/ طه حسين عوض هُـديل أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المساعد في جامعة عدن، تحت عنوان: الزراعة في بلاد الشام في كتابات الرحالة (( دراسة تاريخية تحليلية ))  والآخر سيتقدم به الدكتور/ علي محمد فريد مفتاح أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية المساعد في جامعة عدن، تحت عنوان: المراكز الزراعية ومحاصيلها في بلاد الشام من خلال كتابات الجغرافيين و الرحالة العرب والمسلمين ( 550 - 800 هـ/ )

 ويعقد المؤتمر في الفترة ما بين 10- 14 جمادى الأولى 1433هـ الموافق 1- 5 نيسان / أبريل 2012م، حيث اعتادت الجامعة الأردنية على عقد هذا المؤتمر لتوثيق تاريخ بلاد الشام، ببحوث محكمة تشرف عليها لجنة علمية متخصصة في تاريخ بلاد الشام (( سوريا والأردن وفلسطين ولبنان)).


 

ملخص بحث:

الزراعة في بلاد الشام في كتابات الرحالة (( دراسة تاريخية تحليلية ))


حظي إقليم بلاد الشام في العصر الإسلامي بعناية واهتمام الكثير من المؤرخين والجغرافيين الذين أبهرهم جمال طبيعته، وطيب هواه، وخصوبة تربته، وغزارة مياهه وأنهاره وغيرها من النعم التي منَّ بها الله تعالى عليه وعلى ساكنيه، وراحوا يدونون كل ما يسمعونه ويشاهدونه، ويصفون كل ما يرونه بأسلوب يتبين لنا من خلاله مدى إعجابهم بما سمعوه، وما رأوه حولهم من جنان وأنهار أبدع الخالق فيها، وزين بها هذه الأرض الطيبة، إلا أن أفضل ما دُون في ذلك من معلومات جاء بها الرحالة المسلمين الذين زاروا هذه البلاد وشاهدوا بأم أعينهم ما تنعم به هذه الأرض من ثروة زراعية ومائية أخذوا في وصفها لنا وصفاً دقيقاً وافياً شافياً مشوقاً؛ فرسموا لنا صورة عن طبيعة هذه البلاد وزراعتها التي تعد جزءاً مهماً من تركيبتها الجغرافية، وقد مثلت مؤلفات هؤلاء الرحالة لنا اليوم مادة علمية مهمة يصعب على أي باحث غض الطرف عنها عند دراسته لتاريخ بلاد الشام، لما فيها من معلومات جاءت عن شاهد عيان رأى بأم عينه ودون بيده، وهي صفة قد لا نجدها عند معظم من كتبوا في التاريخ أو الجغرافيا لاعتماد أكثرهم على غيرهم في الحصول على المعلومة التي قد تكون صادقة، وقد تكون كاذبة، وقد تكون محايدة، وقد يكون مبالغ فيها.
ومن هنا جاءتني فكرة كتابة هذا البحث الموسوم بـ:
(( الزراعة في بلاد الشام في كتابات الرحالة المسلمين " دراسة تاريخية تحليلية " ))؛ هادفاً من وراء ذلك إلى إجراء دراسة لكل ما وصلنا عن بعض هؤلاء الرحالة الذين زاروا الشام وتنقلوا بين ربوعها ومدنها وقراها ومزارعها، وتحليل ما دونوه عنها من معلومات في محاولة للمقارنة بين ما جاءوا به من أخبار، وهل هناك تناقض في معلوماتهم أو اختلاف؟ قد يكون سببه التغيرات المناخية والبيئية أو السياسية التي أثرت على طبيعة المنطقة الزراعية، لاسيَّما وأن زياراتهم لهذا الإقليم العربي جاءت خلال فترات متباعدة قد تصل إلى قرون من الزمان خلال العصر الإسلامي، إلاّ أن الهدف الرئيس في دراستي هذه هو محاولة البحث عن أبرز الرحالة الذين زاروا مناطق بلاد الشام المختلفة، وفرز ما دونوه عن طبيعتها الزراعية، وأهم مناطقها الخصبة، ومنتجاتها ومحاصيلها الزراعية، ومصادر مياهها، ومنابعها وأنهارها رغبة في التعرف على كل ما يتعلق بالحياة الزراعية في بلاد الشام خلال مدة الدراسة، علماً بأنني سأهتم هنا بمؤلفات أبرز من زار بلاد الشام من الرحالة المسلمين، ممن أصبحت كتبهم اليوم تعد من أهم منابع العلم والمعرفة لحقولنا العلمية التي لولى ما جاء به هؤلاء لجهلنا الكثير من المعلومات عن تاريخ بلاد الشام عامة وَ الزراعة فيها خاصة؛ وتجنباً للتطويل ركزت على أثنين فقط من هؤلاء الرحالة، وهم: الرحالة الفارسي ناصر خسرو، والرحالة الأندلسي ابن جبير، مع الإشارة إلى غيرهم من الرحالة دون الخوض فيما جاءوا به.
وقد يتساءل البعض: عن الأسباب التي دفعتني إلى الاعتماد في دراستي هذه عن الحياة الزراعية في بلاد الشام على ما جاء به هاذين الرحالين المسلمين دون غيرهم من الرحالة الذين سوف يتم التعريف بهم لاحقاً، وقد نجد الإجابة على هذا السؤال في المادة العلمية التي مدونا بها؛ إذ أنهم هم الوحيدون الذين انفردوا بالكثير من المعلومات الزراعية عن الشام، وإن كانت بسيطة وغير مركزة، ولكنها تعد غنية مقارنة بغيرها، كما أن المدة الزمنية المتباعدة التي قد تصل إلى المائة وخمسون عاماً – تزيد أو تنقص- تعطي لنا فرصة لأجراء مقارنة بين ما ذكره كلً منهم عن الزراعة في بعض المناطق، ومصادر المياه والأنهار وغيرها، وهل هناك اختلاف فيما جاء به كلاً منهم من معلومات، قد يكون سببها التغيرات المناخية أو السياسية أو الأمنية، لتباعد المدة الزمنية، خاصة وأنهم من أوائل الرحالة الذين دخلوا الشام خلال التاريخ الإسلامي، فضلاً عن كون هاذين الرحالين جاءوا من خارج المنطقة؛ وهذا يعني أن ملاحظاتهم سوف تكون جادة وقوية ودقيقة، لاسيما وأنهم يدخلون الشام لأول مرة، ومن نفس المنطقة التي سوف يشار لها لاحقاً، مما يعطي للموضوع نوع من الجدية والتفاوت في المعلومة، التي تحتاج إلى دراسة وتحليل لكل ما مدونا به من أخبار، كتبها كلٌ منهم بوجهة نظره، وأسلوبه الخاص. 
ولتحقيق الهدف المنشود تم تقسيم هذه الدراسة إلى مقدمة وَ ستة مباحث رئيسة وَ خاتمة، درست في المبحث الأول منها الأهمية التاريخية لكتابات الرحالة المسلمين، وأهمية ما جاءوا به من معلومات عن الزراعة في بلاد الشام في العصر الإسلامي، وما يعيب عليها. وخصصت المبحث الثاني لتعرف على أشهر الرحالة المسلمين الذين زاروا بلاد الشام في العصر الإسلامي. وتطرقت في المبحث الثالث إلى ما جاء به هؤلاء الرحالة من وصف للزراعة، وأشهر المناطق الزراعية في الشام، وأسباب تطورها. وبحثت في المبحث الرابع عن مصادر المياه التي وجدت في بلاد الشام، وأساليب الحفاظ عليها، وطرق تصريفها. وتناولت في المبحث الخامس أنواع المحاصيل الزراعية التي وجدت في بلاد الشام من خضار، وفواكه، ونباتات عطرية وطبية وغيرها، ودرست في المبحث السادس العوامل التي أثرت على الزراعة، وكيفية معالجتها كما جاءت في كتابات الرحالة، وأنهيت بحثي هذا بخاتمة استعرضت من خلالها أهم النتائج وَ الاستنتاجات وَ التوصيات التي توصلت إليها.
 

 


ملخص بحث: المراكز الزراعية ومحاصيلها في بلاد الشام

من خلال كتابات الجغرافيين و الرحالة العرب والمسلمين

( 550 - 800 هـ/ )


عُرفت بلاد الشام منذ القدم بأنها بلاد تعتمد في اقتصادها على الزراعة بالدرجة الأولى، فمناخها الجيد المعتدل، وتنوع طبيعتها الجغرافية، بين سهول كبرى ترويها أنهار، وسواحل عريضة ممتدة شديدة الخصوبة، وجبال مكتسية بحلل قشاب من شجر الزيتون والتفاح والرمان، كل ذلك جعل الشام بلداً متعددة المحاصيل، متنوعة الإنتاج، جمة الخضار والفواكه، كثيرة الأشجار والنباتات والبقول.
ونظراً لما تميزت به جغرافية بلاد الشام  وتاريخها على مر العصور والأزمان، فقد حظيت باهتمام الكثير من الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين، الذين تناولوها في كتاباتهم بالوصف والتحليل، وكشفوا لنا عن جوانب مهمة من جغرافيتها وتاريخها السياسي والديني والاقتصادي والاجتماعي والعمراني...الخ.
ولعل أبرز ما تناوله هؤلاء الجغرافيون والرحالة في كتاباتهم عن بلاد الشام، ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية: كالزراعة ومحاصيلها، والري وأدواته، والتجارة، والصناعة والحرف، والأسواق، ووحدات الكيل والمقاييس، وأنواع العملات المستخدمة في البيع والشراء ...الخ، وأن نظرة سريعة إلى أحد المصنفات الجغرافية  تظهر مدى الاهتمام الذي حظيت به بلاد الشام  في العصر الإسلامي.
  ومن خلال ما تقدم فإن دراسة المراكز الزراعية ومحاصيلها في بلاد الشام في العصر الإسلامي(550- 800هـ/ 1155- 1397م) في ضوء كتابات الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين، تحمل في طياتها أهمية كبيرة في تاريخ بلاد الشام عامة، وتاريخ الزراعة على وجه الخصوص.
- أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:
(1)  الكشف عن أهم العوامل المؤثرة في ازدهار الزراعة في بلاد الشام وتنوع محاصيلها في العصر الإسلامي.
(2)  التعريف بالمراكز الزراعية في بلاد الشام، ومحاولة إبراز أهميتها، وخريطة توزيعها.
(3)  معرفة أسماء المحاصيل الزراعية وأماكن زراعتها، مع الإشارة _ أحياناً _ إلى أهميتها الاقتصادية على المستوى المحلي والعالمي.
محتوى الدراسة:
ولأجل تحقيق هذه الأهداف فقد تطلب مني تقسيم هذه الدراسة إلى تمهيد ومحورين أساسيين: أما التمهيد فخصصته للحديث_ بصورة موجزة ومركزة _ عن أهمية بلاد الشام وازدهار زراعتها، مستشهداً في ذلك ببعض النصوص التي وردت في كتب الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين. ثم تناولت في المحور الأول: العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة في ازدهار الزراعة في بلاد الشام وتنوع محاصيلها في العصر الإسلامي
أما المحور الثاني: _ وهو عمود هذه الدراسة_  فقد أفردته للتعريف بأهم المراكز الزراعية  في بلاد الشام وأشهر محاصيلها، ومحاولة إبراز جوانب من أهميتها الزراعية وبيان خريطة توزيعها خلال المدة موضوع الدراسة. ثم أنهيت هذه الدراسة بخلاصة مختصرة أوجزت فيها أهم النتائج والاستخلاصات. وأخيراً أوردت قائمة حوت المصادر والمراجع التي اتكأت عليها هذه الدراسة.
- منهجية الدراسة
اعتمدت في إعداد هذه الدراسة على النصوص والمعلومات الواردة في كتابات الجغرافيين والرحالة العرب والمسلمين الذين زاروا بلاد الشام أو كتبوا عنها خلال المدة المشار إليها، مستخدماً في ذلك المنهج التاريخي في جمع المادة العلمية وعرضها وتحليها وترتيبها.