محمد علي دحفش حكمي

ملخصالدراسة

    كان ولازال لموقع اليمن الاستراتيجي الذي يعد حلقة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب،وإشرافه على البر الآسيوي والبر الإفريقي وإطلاله على البحر العربي والبحر الأحمروتحكمه في مضيق باب المندب أهمية كبرى، مما ساعد اليمن على أن تقوم بدور الوسيطالتجاري بين العديد من الدول شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.

وقدحرص حكام اليمن وفي فترات القوة بالذات على تسيير سبل التجارة وذلك بإيجاد الأمنوالطمأنينية في البلاد، وإقامة المحطات التجارية، وكان لعملهم هذا أثر كبير فيانتعاش التجارة وازدهارها في المدن اليمنية، وفيما بين اليمن والكثير من البلدان،وكانت عدن والمخاء والشحر واللحية وغليفقة من أشهر الموانئ والمدن التجاريةالكبيرة، وشكل موقعها نقطة ارتكاز للتجارة اليمنية مع الهند والصين وجنوب شرق آسيامن جهة، وشرق وشمال إفريقيا ومصر وبلاد الشام من جهة أخرى.

وبانتهاءالحرب العالمية الأولى التي انتقل تأثيرها إلى جميع مناطق العالم ومنها اليمن التيكانت يومذاك منطقة صراع دولي محتدم بين كل من بريطانيا والدولة العثمانية، فضلاعلى إلى الأطماع الإيطالية فيها، ومع تشابك خيوط السياسية الاستعمارية في المنطقةوالتي تمثلت في إتفاقية سايكس بيكو سنة 1916م لتقسيم وتجزئ الوطن العربي إلىكيانات ودويلات صغيرة وإمارات متناثرة هنا وهناك حتى تسهل السيطرة عليها من قبلالقوى الاستعمارية العظمى.

وكانتاليمن أول دولة عربية تحصل على الاستقلال بعد مغادرة القوات العثمانية للأراضياليمنية، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ اليمن الحديث بقيادة الإمام يحيى حميد الدينالذي تسلم زمام الأمور في اليمن بعد رحيل القوات العثمانية، وليجد نفسه وجهاً لوجهأمام هذه القوى الاستعمارية العظمى التي تريد السيطرة على اليمن، وأبرزها علىالإطلاق دولة بريطانيا العظمى.

وفيهذه اللحظة الحرجة من تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ومع بداية تكوين الدولة كانتالعلاقات اليمنية متوترة مع بعض الدول، وعلاقات حسنة أوجيدة مع دول أخرى، وحاولالإمام يحيى بن محمد حميد الدين أن يستفيد من هذه العلاقات الجيدة والحسنة مع بعض الدولليقف بها في وجه القوى الاستعمارية العظمى التي تريد النيل من اليمن والاستيلاءعلى ثرواته ومقدراته ومنها بريطانيا على وجه الخصوص التي كانت تحتل جزءاً كبيرا منالأراضي اليمنية.

وقدجاءت هذه الدراسة والمعنونه بـ (العلاقات اليمنية الدولية بين الحربين العالميتين1919-1939 لتلقي الضوء على تاريخ اليمن خلال هذه الفترة المعقدة، وأهم الأحداثالتي تخللتها خلال ما يقرب من عقدين من الزمن.

واجهالباحث مشكلات عديدة أثناء رحلة البحث الشاقة المضنية من أجل تجميع المادة العلميةلعل أهمها شحة المصادر والمراجع في تاريخ هذه الفترة، وعدم الحصول على وثائق إلانادراً أو قليل جداً، وقد بذل الباحث جهداً كبيراً من أجل الحصول على المادةالعلمية التي تعني بتاريخ هذه الفترة من تاريخ اليمن، وحرص على أن يتبع في دراستههذه المنهج التاريخي من خلال العرض والوصف، ثم المنهج التحليلي للوقائع ومناقشتهابموضوعية وحيادية تامة.

تكونتهذه الدراسة من ثلاثة فصول مقسمة إلى مباحث،

تضمنالفصل الأول: ثلاثة مباحث، تناولت

العلاقاتاليمنية السعودية، العلاقات اليمنية بدول القرن الإفريقي، العلاقات اليمنيةالمصرية.

وفي الفصلالثاني درس الباحث

العلاقاتاليمنية البريطانية، والعلاقات اليمنيةالفرنسية، والعلاقات اليمنية الإيطالية،والعلاقات اليمنية الألمانية.

وفي الفصلالثالث درس الباحث

العلاقاتاليمنية الأمريكية، والعلاقات اليمنية السوفيتية،والعلاقات اليمنية اليابانية،وانتهت هذه الدراسة بخاتمة.

فهرسالمحتويات