آخر تحديث :Sun-21 Apr 2024-10:28PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

رئيس جامعة عدن يكتب في عيد #الامارات : دولة مؤثرة في الاقليم والعالم

2017-12-01

موقع جامعة عدن الإلكتروني


كان كوم الرمل بيديه ليتكأ في أعلى كثيب رملي بمنطقة "عرقوب السديرة" بين إمارتي (أبوظبي و دبي) ، و كأن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 18 فبراير 1968 يرسم ملامح مستقبل شعبه والأقليم بكل بساطة.


من داخل إحدى خيمتين نصبت لإجتماع الشيخان (نهيان و مكتوم)، جلس الرجلان منفردين عن العالم والأعوان في هذه الخيمة الشمالية ساعات طويلة يناقشون واقع إمارات ومشيخات صغيرة ضعيفة تعاني الكثير من الإشكلات ليس أقلها أهمية أن مغادرة الاستعمار لأرضهم باتت وشيكة ، وأن عليهما تحمل مسؤولية هذه الانعطافة التاريخية، وهذا ماتحقق بعدها في الثاني من ديسمبر 1971م ، التاريخ الذي أصبح فيما بعد يوماً وطنياً لدولة الإمارات يحتفي به الأشقاء ونحتفي به معهم.


من داخل خيمة في وسط الصحراء ، يصنع زايد بعد بضع سنين واحدة من أكثر الدول المؤثرة في الإقليم، بل في العالم ، وليس ببعيد عن موقع الخيمة وتحديداً كوم الرمل مُتكأ (زايد) تنتصب اليوم أعلى بناية شيدها البشر على وجه الأرض ، (برج خليفة) الذي سمي تيمناً بنجل زايد الأكبر الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ورعاه.



"مشاريع عظيمة و رجال عظماء"


يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء: "زايد وراشد كانا يعلمان بقرار مغادرة الإنجليز المنطقة في العام 1968 قبل الإعلان الرسمي عن ذلك"، وهو الشخص الوحيد الذي حضر اجتماع الخيمة ليقدم القهوة للشيخين نظراً لصغر سنه حينها ، يضيف الشيخ محمد بن راشد: " ما حدث في هذا الاجتماع ما كان أحد يتوقعه، خاصة الإنجليز، حيث اتفقا على الاتحاد الثنائي" ويردف حاكم دبي: " زايد قال على بركة الله، وضعنا حجر الأساس وسنبني الجدار إن شاء الله، وبعدها قام كل منهما بمصافحة الآخر وصار الاتفاق من دون تواقيع ولا أوراق."


أي حجر أساس مباركة تلك التي وضعها زايد؟ !، وأسست لكل هذه النهضة في قلب الصحراء، حجر وضعت في العدم اللامتناهي الذي يفتقر لكل شيء إلا من عزيمة الأبطال وأخلاق العرب الأقحاح ، فالإتفاق تم بالمصافحة من دون تواقيع ولا أوراق، ومع هذا التزم به الجميع، وهاهم يتوارثونه بين أولادهم بلا مساس، ومع أن المسألة قد قننت في عدة تشريعات لاحقة تمثلت في وثيقة تأسيس الاتحاد ودستور الاتحاد، ومن ثم الكثير من القوانين واللوائح المنظمة، إلا أن هذا لا يغير من أفلاطونية الاتفاق الذي تم بالكلمة والشرف والمروءة، ووجد طريقه إلى الواقع قبل أن يسيل حبره على الأوراق.



"رؤية وخطة"


ولازلنا مع رواية الشيخ محمد بن راشد لتفاصيل اجتماع الخيمة إذ يقول: " كان طموح زايد أن يكون الاتحاد، لأنه قوة" ، وهذه رؤية جديرة بالفهم إذا كان صاحبها يقف على رأس دولة ضاربة بجذورها في الأرض ويريد التمدد على مزيد من الجغرافيا ليعزز واقعه الجيوسياسي وليكتسب مزيداً من أدوات القوة حتى على حساب الآخر وإن كان شريكاً في المشروع، وهذا مالم يتوفر لدى زايد حينها، وكل ما استطاع تقديمه حينها كان الطموح (الرؤية) ولم يجبر عليه أحد كما حصل مع الإمارات المجاورة، التي قررت إستقلالها فكان لها ذلك، إلا أن مرور الأعوام أثبتت صواب رؤية زايد ومعه قادة الاتحاد على حساب منحى الآخرين الذي تكشف الأيام حالة الضعف التي يعانونها خلاف واقع القوة التي أسسها زايد وعززها خليفته الشيخ خليفة ومعه محمد بن زايد الذي يعد اليوم بلا منازع أحد أهم الشخصيات المؤثرة في مستوى العالم.


أما الخطة فتجسدت في قراءة معمقة لاحتياج الدولة لبناء الإنسان الإماراتي وتأهيله والإعتماد عليه، فقدر حاجة الإتحاد يومها 2500 كادر جامعي؛ وذلك لتحقيق التنمية وإدارة الوظائف الأساسية للدولة من صحة وتعليم، ولم يكن لدى الدولة حتى ذلك الحين أكثر من 45 خريجا، وهذا تحدٍ كبير استطاعت الدولة تجاوزه باكراً، بل وانطلقت اليوم نحو التعليم الذكي كأول دولة في العالم ؛ إذ بلغت نسبة الطلاب الإماراتيين المؤهلين لخوض الدراسة الجامعية 93.16/ بالمائة في العام الدراسي 2014-2015 ، وتأسيس العمل البرامجي على وفق خطط موضوعه مسبقاً ليس آخرها خطة 2021 التي يعمل على تنفيذها الإماراتيون في مجال التعليم.



"دولة ناجحة"


ببساطة وفي ختام هذه المقالة نستطيع أن نصف دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها في العام 1971 حتى يومنا هذا أنها (دولة وإنسان وقيادة) تميزت على كل المستويات تعليمياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى مستوى الدبلوماسية الدولية، فإن لم يكن كل هذا التميز علامة للنجاح المبني على أسس متينة (فكيف يكون النجاح!).


وفي هذه المناسبة لا ننسى أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للإمارات (قيادة وحكومة وشعب)، بهذه الذكرى العزيزة على قلب كل عربي محب لدولة الإمارت ومؤسسها الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه، متمنين لهم كأشقاء تجمعنا معهم الأرض والدين والقضية الواحدة ، مزيداً من التقدم والإستقرار والرفاه ودوام التقدم لرفع راية العرب وتمثيلهم في كافة المحافل العلمية والاقتصادية والسياسية الدولية.


بقلم الدكتور الخضر ناصر لصور

رئيس جامعة عدن