آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-08:25م
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

اليوم مع الخريجين من أحفاد ابن خلدون

2017-09-21

موقع جامعة عدن الإلكتروني

 

بقلم/ د. قاسم المحبشي:

 

صباح اليوم في قاعة التاج الذهبية بالمنصورة  بمناسبة حفل تخرج الدفعة 22 من طلاب وطالبات قسم علم الاجتماع بكلية الآداب، عادت بي الذاكرة الى لحظة ميلاد الكلية من رحم كلية التربية العليا عدن في عام 1995 كنت حينها قد اكملت رسالة الماجستير وناقشتها في رحاب الكلية، وكنا مع زملائي وزميلاتي الاعزاء وهم سلطان الزريقي والراحل فضل قايد رحمه الله وزينب منصور وتوفيق مجاهد وصلاح مدشل وعبده بن بدر اول دفعة دراسات عليا نتخرج من كلية الآداب، وأتذكر حينها أن لجنة مناقشة رسالتي كانت تتكون من الاساتذة الدكتور/ طيب تيزيني، والدكتور/ حامد خليل، والدكتور/ علوي عمر مبلغ عميد الكلية الحالي، فضلا عن المشرف العلمي استاذنا العزيز الدكتور/ أحمد نسيم برقاوي، أحسست حينها بفرحة غامرة اثناء وبعد المناقشة لاسيما وأننا كنا نعيش حالة ما بعد الحرب الغاشمة والصدمة، وقد كان لي شرف تدريس أول دفعة من طلاب قسم علم الأجتماع.

 

 أتذكر أن عددهم حين ذاك كان يفوق السبعين طالباً وطالبة ومنهم  الأديبة الزميلة/ هدى العطاس، والدكتورة/ منى باشراحيل، وطالبة الدكتوراه/ احلام سالم التي حضرت اليوم ووالدتها للاحتفاء بتخرج أصغر أخوانها من قسم علم الاجتماع.

 

ويعد علم الاجتماع اليوم في الدول المتقدمة من العلوم الاساسية في حل مشكلات المجتمع وتنميته وتنويره، وإذا كانت الجامعة تنهض بالوظائف الاساسية الثلاثة المتمثّلة اولاً في تعليم ونقل وتداول وحفظ المعرفة العلمية عبر الوظيفة التدريسية، ثانيا في بحث ونقد وتقييم وإنتاج المعرفة العلمية؛ وظيفة البحث العلمي، وثالثاً وظيفة خدمة المجتمع عبر تطبيق واستخدام المعرفة العلمية في حل مشكلات المجتمع وتنميته وتنويره، لذلك فإن علم الاجتماع يقع في القلب من هذه الوظائف الحيوية المنشودة، ويعد قسم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة عدن من الأقسام الحيوية التي يعُقد عليها الرهان في إنجاز هذه المهام الأكاديمية والتنموية والتنويرية.

 

كان حفلا بهيجاً منذ التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً جرى فيه إلقاء العديد من كلمات التهاني والتبريكات وتخللته بعض الفقرات الغنائية والمسرحية وتوزيع الشهادات التقديرية لكل طلاب وطالبات الدفعة (٢٢) من قسم علم الاجتماع ؛ أحفاد ابن خلدون فضلاً عن  تكريم معلمي ومعلمات القسم بالشهادات وكان لي شرف الفوز بشهادة تقديرية من الطلاب.

 

وقد سنحت لي الفرصة لالقاء كلمة عمادة الكلية نيابة عن الجامعة والعمادة نقلت خلالها تحايا وتهاني وتبريكات رئيس الجامعة الدكتور/ الخضر ناصر لصور، وعميد كلية الآداب الدكتور/ علوي عمر مبلغ  الذين تعذرت مشاركتهم الحفل الميمون لأسباب قاهرة.

 

وثمنت الجهد الكبير للطلاب طيلة سنوات من التعليم والتعلم والقراءة والكتابة والجد والمثابرة في ظروف لوجستيكية بالغة القسوة والسوء بسبب الحرب والحصار إلا أنهم بلغوا قمة الهدف الذي جاؤوا من أجله وحققوا  لأمهاتهم وأبائهم وكل ذويهم ومن يحبون أي يحتفوا بهم ويفرحوا بسلامة وصولهم إلى هذه اللحظة التي طالما حلموا وحلم معهم كل أساتذتهم بها منذ دخولهم رحاب آداب جامعة عدن.

 

إنها لحظة فرائحية غامرة بالفرح والسعادة والشعور بالإنجاز، لحظة إستراحة المحارب بعد أن تمكن الطلاب من إجتياز أربع سنوات في الدرس والتأهيل وأن فرحتهم اليوم متعددة المعاني والدلالات؛ أنها فرحة التخرج بشهادة البكالوريوس في علم الاجتماع آداب، وفرحة الوصول بسلام وأمان إلى هذه اللحظة الجميلة في أوضاع غير آمنة، وفرحة الإنطلاق صوب المستقبل وانفتاح الأفاق، دعيت الطلاب أن يكونوا كما يفترض حاملين أمانة الكلمة بالصدق والإخلاص والنزاهة، وكذا حاملين رسالة المعرفة العلمية، ومشاعل للسلام والتنوير والتنمية في مجتمعاتهم التي أثخنتها الجراح والآلام على مدى عقود من السنين.

 

 وشددت في كلمتي على أهمية القراءة والإطلاع باعتبارها أوسع الطرق إلى المعرفة! وأن العقل مثل الأرض مهما كانت خصوبتها لا تنتج الثمار بدون حداثة وكذلك هو العقل مهما كان عبقريا لا ينتج الأفكار الجديدة بدون قراءة واهتمام!  ونوهت بأن مجال تخصصهم هو الأهم اليوم في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية وهو زاخر بسلسلة متنامية من الكتب والدراسات والأبحاث التي تستحق القراءة والنقد والتقييم، أمثال أبحاث وكتابات مؤسس علم الاجتماع  ابن خلدون الحضرمي صاحب المقدمة ومونتسكيو صاحب روح القوانين واوجست كونت وماكس فيبر ودور كايم وبييار بورديو وهابرماس وأنطوني دجينز والن تورين وريمون وبول ريكور وعلي الوردي والجواهري و خلدون النقيب وغيرهم.

 

كل ما نتمناه للخريجين اليوم هو أن نراهم نجوماً ساطعة في فضاء الفكر والعمل كلٍ في مجاله وتخصصه وأن يمثلوا قيم وعلوم جامعتهم وكليتهم في حياتهم العملية بما يرفع من شأنها وشأنهم فهم الثمار اليانعة لعملنا وكل رأسمالنا في هذه المؤسسة الأكاديمية التي منحتهم بصمتها ونأمل أن نراكم في رحاب كليتكم/كن/ الحانية في قادم الأيام طلاباً وطالبات في برنامج الدراسات العليا؛ ماجستير ودكتوراه في علم الاجتماع أو العلوم القريبة منه.

 

 

نائب عميد كلية الآداب