آخر تحديث :Thu-25 Apr 2024-10:01PM
جامعة عدن

ارشيف الاخبار

في اول خطاب سياسي له منذ بدء الحرب : بن حبتور ينعي احد اقاربه ويدعو للتفاوض السلمي بين المتقاتلين بعدن .. ويهاجم المحرضين على الحرب

2015-06-15

موقع جامعة عدن الإلكتروني




دعا الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور محافظ عدن الى التفاوض السلمي بين الأطراف المتقاتلة بعدن قائلا أن التفاوض السلمي أنجع من المواجهة العسكرية .

وقال بن حبتور في رسالة رثاء لأحد أقاربه الذي استشهد في مواجهة الحوثيين بعدن أن مدينة عدن المسالمة يجب تجنيبها أي صراع عسكري مسلح .

 وهاجم بن حبتور من اسماهم بالقيادات المحرضة قائلا : (( أين هي القيادات العسكرية والامنية والتحريضية لهؤلاء الضحايا من الشباب ؟؟؟ أين يخفي القادة والمحرضين أبنائهم وأقاربهم من ساحات الوغى وهم القابعين تحت ظلال الأشجار الوارفة بعيدا عن جبهات القتال بمئات وآلاف الأميال ؟؟؟ هل القيادة تعني في موبيع السلال الغذائية المقدمة كمعونات من المنظمات الدولية وتوزيعها على أهلكم وأصحابكم وتتركوا الشباب ضحايا محرقة الحرب العبثية )) .

وفيما يلي نص رسالة بن حبتور بعد استشهاد أحد أقاربه : يوم الثلاثاء استشهد ولدنا أحمد فهد علي منصور باجره بن حبتور في احدى ضواحي مدينة عدن في اشتباك مباشر مع الجيش اليمني وأنصار الله ، الشاب أحمد في العشرين من عمره أنهى المرحلة الثانوية بتفوق ويعمل في ورشة ميكانيك بالشارع الذي يسكن فيه كي يساعد أسرته ماديا للتخفيف من أعباء الحياة المعيشية بانتظار فرصة الدخول للجامعة ، توفي والده قبل سنوات وقبلها توفي عميد الأسرة الراحل الرجل العصامي العم علي بن منصور بن صالح باجره بن حبتور وكان حامي حلمى العائلة في شؤون الحياة ومواصلا لتجارة أهله في الشيخ عثمان ودار سعد بعدن والممتدة لعقود من الزمان وبوفاة عمنا علي منصور رحمة الله عليه تفرقت " أيادي سبأ " من أبنائه وكل واحد منهم اتجه في الحياة الى عمله ومصدر رزقه الحلال وجابوا الأرض طولا وعرضا فمنهم من بقي في اليمن واتجه لطلب العلم والعمل والشغل ومنهم من سافر لطلب العلم لأوروبا ومنهم من غادر للاغتراب في الجوار الخليجي لطلب العمل هناك ، كنت ولا زلت أحمل في ذاكرتي ووجداني للعم العصامي معاني جميلة من شخصيته إذ كان رجل وقور ، شجاع ، مثقف ، سياسي ، وعقلية تجارية متميزة ، وكنت معجب بكل هذه المزايا الخاصة به ، وكنت أقصد زيارته بين الحين والآخر إلى متجره للأدوات والتجهيزات الالكترونية " محلات أبو أنور " بالشيخ عثمان ، وفي خضم دوامة الحياة ودعناه وشاركنا في مراسم وداعه الاخير الى أن ووري الثرى حاملة في احشائها جثمان انسان نبيل ترك لنا ميراث خصب هي قبسات مشعة سرمدية ستبقى تعاليم ودروس للأجيال .

اليوم استشهد حفيده أحمد رحمة الله عليه خسرناه شابا يافعا طموحا ونودعه وعلى نعشه إكليلا من الغار مصحوب باعتزاز وافتخار كل عائلته ، لكني شخصيا أتحسر عليه وعلى موت العشرات من جيله ، وأضع التساؤلات الآتية : أين هي القيادات العسكرية والامنية والتحريضية لهؤلاء الضحايا من الشباب ؟؟؟ أين يخفي القادة والمحرضين أبنائهم وأقاربهم من ساحات الوغى وهم القابعين تحت ظلال الأشجار الوارفة بعيدا عن جبهات القتال بمئات وآلاف الأميال ؟؟؟ هل القيادة تعني في قاموسكم غير الاخلاقي تموضعكم في ناحية البريقة ببيع وتوزيع المشتقات النفطية وبيع السلال الغذائية المقدمة كمعونات من المنظمات الدولية وتوزيعها على أهلكم وأصحابكم وتتركوا الشباب ضحايا محرقة الحرب العبثية ، هذه تساؤلات المواطنين البسطاء فحسب ولكن عليكم أن تتذكروها جيدا ونذكركم بأن حساب الله العلي الجبار أكبر وأعظم وأشد .

 

قلناها مرارا وبراءة للذمة والضمير والتاريخ بأن مدينة عدن المسالمة يجب تجنيبها أي صراع عسكري مسلح ، ألا تكفي تجارب حربية مريرة عاشتها هذه المدينة ( ففي يونيو 1978 ، يناير 1986 ، يوليو 1994 ، والان لا زلنا في اشهر ابريل مايو يونيو 2015 ) والمعركة على أشدها والمواطنين العزل يدفعون الثمن في كل لحظة . وقلنا أن خيارات التفاوض السلمي بين المتقاتلين أنجع كثيرا من خيارات المواجهة العسكرية ، نسأل الله العلي القدير أن يتقبل شهداءنا في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أسر الشهداء من اليمنيين جميعا الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون . والله من وراء القصد .


أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور محافظ محافظة عدن